فصل: باب: العين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


باب‏:‏ العين

هذا الحرف قدّمه جماعة من اللغويين في كتبهم وابتدأُوا به في مصنفاتهم؛ حكى الأَزهري عن الليث ابن المظفر قال‏:‏ لما أَراد الخليل بن أَحمد الابتداء في كتاب العين أَعمل فكره فيه فلم يمكنه أَن يبتدئ من أَوّل ا ب ت ث لأَن الأَلف حرف معتل، فلما فاته أَوّل الحروف كره أَن يجعل الثاني أَوّلاً، وهو الباء، إِلا بحجة، وبعد استِقْصاء تَدَبَّر ونظَر إلى الحروف كلها وذاقَها فوجد مخرج الكلام كلّه من الحلق، فصيَّر أَوْلاها بالابتداء به أَدخلها في الحلق، وكان إِذا أَراد أَن يذوق الحرف فتح فاه بأَلف ثم أَظهر الحرف نحو أَبْ أَتْ أَحْ أَعْ، فوجد العين أَقصاها في الحلق وأَدخلها، فجعل أَوّل الكتاب العينَ، ثم ما قَرُب مَخرجه منها بعد العين الأَرفعَ فالأَرفعَ، حتى أَتى على آخر الحروف، وأَقصى الحروف كلها العين، وأَرفع منها الحاء، ولولا بُحَّة في الحاء لأَشبهت العين لقُرْب مخرج الحاء من العين، ثم الهاء، ولولا هَتَّةٌ في الهاء، وقال مرة هَهَّةٌ في الهاء، لأَشبهت الحاء لقرب مخرج الهاء من الحاء، فهذه الثلاثة في حَيِّز واحد، فالعين والحاء والهاء والخاء والغين حَلْقِيّة، فاعلم ذلك‏.‏ قال الأَزهريّ‏:‏ العين والقاف لا تدخلان على بناء إِلا حَسَّنتاه لأَنهما أَطْلَقُ الحُروف، أَما العين فأَنْصَعُ الحروف جَرْساً وأَلذُّها سَماعاً، وأَما القاف فأَمْتَنُ الحروف وأَصحها جَرْساً، فإِذا كانتا أَو إِحداهما في بناءٍ حَسُن لنصاعتهما‏.‏

قال الخليل‏:‏ العين والحاء لا يأْتلفان في كلمة واحدة أَصلية الحروف لقرب مخرجيْهما إِلا أَن يؤلف فعل من جمع بين كلمتين مثل حيّ على فيقال منه حَيْعَلَ، والله أَعلم‏.‏

أمع‏:‏ الإِمَّعةُ والإِمَّعُ، بكسر الهمزة وتشديد الميم‏:‏ الذي لا رأْي له

ولا عَزْم فهو يتابع كل أَحد على رأْيِه ولا يثبت على شيء، والهاء فيه

للمبالغة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ اغْدُ عالماً أَو مُتعلِّماً ولا تكن إِمَّعةً، ولا

نظير إِلا رجل إِمَّرٌ، وهو الأَحمق؛ قال الأَزهري‏:‏ وكذلك الإِمَّرةُ

وهو الذي يوافق كل إنسان على ما يُريده؛قال الشاعر‏:‏

لَقِيتُ شَيْخاً إِمَّعَهْ، سأَلتُه عَمّا مَعَهْ، فقال ذَوْدٌ أَرْبَعهْ

وقال‏:‏

فلا دَرَّ دَرُّكَ مِن صاحِبٍ، فأَنْتَ الوُزاوِزةُ الإِمَّعَهْ

وروى عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال‏:‏ كنا في الجاهلية نَعُدُّ

الإمَّعةَ الذي يتْبَع الناسَ إِلى الطعام من غير أَن يُدْعى، وإن الإِمَّعةَ فيكم اليوم المْحْقِبُ الناسِ دِينَه؛ قال أَبو عبيد‏:‏ والمعنى

الأَوَّلُ يرجع إِلى هذا‏.‏ لليث‏:‏ رجل إِمّعةٌ يقول لكل أَحد أَنا معك، ورجل

إِمّع وإِمّعة للذي يكون لضَعْف رأْيه مع كل أَحد؛ ومنه قول ابن مسعود

أَيضاً‏:‏ لا يَكُونَنَّ أَحدُكم إِمَّعَةً، قيل‏:‏ وما الإِمَّعَةُ‏؟‏ قال‏:‏ الذي

بقول أَنا مع الناس‏.‏ قال ابن بري‏:‏ أَراد ابن مسعود بالإِمَّعَة الذي

يَتْبع كل أَحد على دِينِه، والدليل على أَنَّ الهمزة أَصل أَن إِفْعَلاً لا

يكون في الصِّفات، وأَما إِيَّل فاختلف في وَزْنه فقيل فِعَّل، وقيل

فِعْيَل، وقال ابن بري‏:‏ ولم يجعلوه إِفْعَلاً لئلا تكون الفاء والعين من موضع

واحد، ولم يجئ منه إِلا كَوْكَبٌ ودَدَنٌ، وقول من قول امرأَة إِمَّعة

غلط، لا يقال للنساء ذلك‏.‏ قد حكي عن أَبي عبيد‏:‏ قد تأَمَّعَ واسْتَأْمَعَ‏.‏

والإِمّعَةُ‏:‏ المُتردّد في غير ما صَنْعة، والذي لا يَثْبُت إِخاؤه‏.‏

ورجال إِمّعون، ولا يجمع بالأَلف والتاء‏.‏

بتع‏:‏ البَتِعُ‏:‏ الشديد المَفاصِل والمَواصِل من الجسد‏.‏ بَتِعَ بَتَعاً، فهو بَتِعٌ وأَبْتَعُ‏:‏ اشْتَدَّت مفاصله؛ قال سلامة بن جَنْدل‏:‏

يَرْقى الدَّسِيعُ إِلى هادٍ له بَتِعٍ، في جُؤْجُؤٍ، كمَداكِ الطِّيب، مَخْضُوبِ

وقال رؤبة‏:‏

وقَصَباً فَعْماً ورُسْغاً أَبْتَعا

قال ابن بري‏:‏ كذا وقع وأَظنه‏:‏ وجيداً‏.‏

والبَتَعُ‏:‏ طُول العُنق مع شدَّة مَغْرِزه‏.‏ يقال‏:‏ عُنق أَبْتَع وبَتِع، تقول منه‏:‏بَتِع الفرَسُ، بالكسر، فهو فرس بَتِع، والأُنثى بَتِعةٌ‏.‏

وعُنُق بَتِعةٌ وبَتِعٌ‏:‏شديدة، وقيل‏:‏ مُفْرِطةُ الطُّول؛ قال‏:‏

كلّ عَلاةٍ بَتِعٍ تَلِيلُها

ورجل بَتِعٌ‏:‏ طويل، وامرأة بَتِعة كذلك، ابن الأَعرابي‏:‏ البَتِعُ

الطويلُ العُنقِ، والتَّلِعُ الطويلُ الظهْرِ‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ من الأَعْناقِ

البَتِعُ، وهو الغليظ الكثير اللحم الشديد، قال‏:‏ ومنها المُرْهَف، وهو الدقيق ولايكون إِلا لِفَتِيق‏.‏ ويقال‏:‏ البَتَعُ في العنق شدَّته، والتَّلَعُ

طوله‏.‏ ويقال‏:‏ بَتِعَ فلان عليَّ بأَمْر لم يُؤامِرْني فيه إِذا قطَعَه

دُونك؛ قال أَبو وَجْزة السَّعْدي‏:‏

بانَ الخَلِيطُ، وكان البَيْنُ بائجةً، ولم نَخَفْهُم على الأَمْرِ الذي بَتِعُوا

بَتِعُوا أَي قَطَعوا دُوننا‏.‏

أَبو محجن‏:‏ الانْبِتاع والانْبِتال الانْقِطاع‏.‏

والبِتْعُ والبِتَعُ، مثل القِمْعِ والقِمَعِ‏:‏ نَبيذ يُتَّخَذ من عسَل

كأَنه الخَمر صَلابة، وقال أَبو حنيفة‏:‏ البتع الخمر المتخذة من العسل

فأَوقع الخمر على العسل‏.‏ والبِتْعُ أَيضاً‏:‏ الخمر، يَمانية‏.‏ وبَتَعَها‏:‏

خَمَّرَها، والبَتَّاع‏:‏ الخَمَّار، وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏

أَنَّه سئل عن البِتْعِ فقال‏:‏ كلُّ مُسْكرٍ حرام؛ قال‏:‏ هو نبيذُ العَسل، وهو خمر أَهل اليمن‏.‏

وأَبْتَعُ‏:‏ كلمة يؤكّد بها، يقال‏:‏ جاء القوم أَجْمعون أَكْتعون أَبْصعون

أَبْتَعون، وهذا من باب التوكيد‏.‏

بثع‏:‏ بَثِعَتِ الشفةُ تَبْثَعُ بَثَعاً وتَبَثَّعَت‏:‏ غَلُظَ لحمها

وظَهَر دَمُها‏.‏ شَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ‏:‏ ممتَلِئَة مُحمَرَّة من الدم‏.‏ ورجل

أَبْثَعُ‏:‏ شفته كذلك‏.‏ وشفة باثعة‏:‏ تَنْقَلِبُ عند الضَّحِك‏.‏ ولِثة باثِعة

وبَثُوع ومُبَثِّعَة‏:‏ كثيرة اللحم والدمِ، والاسم منه البَثَعُ‏.‏ وامرأة

بَثِعةٌ وبَثْعاء‏:‏ حمراء اللِّثةِ وارِمَتُها،والاسم البَثَعُ‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ بَثِعَت لِثة الرجل تَبْثَعُ بُثوعاً إِذا خرجت وارتفعت حتى كأَنَّ بها

ورَماً، وذلك عَيْب، إِذا ضَحِك الرجل فانقلبت شفته فهي باثعةٌ أَيضاً‏.‏

والبَثَعُ‏:‏ ظُهورُ الدّم في الشفتين وغيرهما من الجسد، وهو البَثَغُ، بالغين، في الجسد‏.‏ وقال الأَزهري‏:‏ البَثَغُ بالغين لغيره‏.‏

بخع‏:‏ بخَعَ نفْسَه يَبْخَعُها بَخْعاً وبُخوعاً‏:‏ قتلَها غيْظاً أَو

غَمّاً‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ فلعلَّك باخعٌ نفْسَك على آثارِهم؛ قال الفرّاء‏:‏ أَي

مُخْرِجٌ نفسَك وقاتلٌ نفسَك؛ وقال ذو الرمة‏:‏

أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدِ نفسَه

بشيءٍ نَحَتْه عن يدَيْكَ المَقادِرُ

قال الأَخفش‏:‏ يقال بَخَعْتُ لك نفْسي ونُصْحِي أَي جَهَدْتها أَبْخَعُ

بُخوعاً‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها ذكرت عمر، رضي الله عنه، فقالت‏:‏ بَخَعَ الأَرضَ فقاءتْ أُكُلَها أَي قَهر أَهلَها وأَذلَّهم

واستخرَج ما فيها من الكُنوز وأَموال المُلوك‏.‏ وبَخَعْتُ الأَرضَ بالزِّراعةِ

أَبْخَعُها إِذا نَهَكْتُهَا وتابَعْت حِراثَتها ولم تُجِمَّها عاماً‏.‏

وبخَع الوَجْدُ نفسَه إِذا نَهَكَها‏.‏ وبخَعَ له بحقّه يَبْخَعُ بُخوعاً

وبَخاعةً‏:‏ أَقرَّ به وخضَع له، وكذلك بَخِعَ، بالكسر، بُخوعاً وبَخاعةً، وبَخَعَ لي بالطاعة بُخوعاً كذلك‏.‏ وبَخَعْت له‏:‏ تذَلَّلْت وأَطَعت وأَقرَرْت‏.‏

وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ فأَصبَحْتُ بجَنبتَي الناسِ ومَن لم يكن

يَبْخَعُ لنا بطاعة‏.‏ وفي حديث عُقْبة بن عامر‏:‏ أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، قال‏:‏ أَتاكُم أَهلُ اليَمنِ هم أَرَقُّ قُلوباً وأَلْيَنُ أَفئدةً

وأَبْخَعُ طاعةً أَي أَنْصَحُ وأَبْلَغُ في الطاعةِ من غيرهم كأَنهم

بالَغُوا في بَخْعِ أَنفسهم أَي قَهرِها وإِذْلالِها بالطاعةِ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الزمخشري هو من بَخَع الذَّبِيحةَ إِذا بالَغ في ذَبْحِها وهو أن يَقْطَع عظْم رقبتها ويَبْلُغَ بالذَّبْح البِخاع، بالباء، وهو العِرْق

الذي في الصُّلْب؛ والنخْعُ، بالنون، دون ذلك وهو أَن يبلُغ بالذبح

النُّخاع، وهو الخيْط الأَبيض الذي يَجري في الرَّقبة، هذا أَصله ثم كثُر حتى

استعمل في كل مبالغة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا ذكره في الكشاف وفي كتاب

الفائق في غريب الحديث ولم أَجده لغيره، قال‏:‏ وطالما بحثت عنه في كتب اللغة

والطب والتشريح فلم أَجد البِخاع، بالباء، مذكوراً في شيء منها‏.‏ وبَخَعْت

الرَّكيّة بَخْعاً إِذا حَفرْتها حتى ظَهر ماؤها‏.‏

بخثع‏:‏ بَخْثَعٌ‏:‏ اسم زعموا، وليس بثبت‏.‏

بخذع‏:‏ بخذَعه بالسيف وخَذْعَبَه‏:‏ ضربه‏.‏

بدع‏:‏ بدَع الشيءَ يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه‏:‏ أَنشأَه وبدأَه‏.‏ وبدَع

الرَّكِيّة‏:‏ اسْتَنْبَطَها وأَحدَثها‏.‏ ورَكِيٌّ بَدِيعٌ‏:‏ حَدِيثةُ

الحَفْر‏.‏ والبَدِيعُ والبِدْعُ‏:‏ الشيء الذي يكون أَوّلاً‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ قُل ما

كنتُ بِدْعاً من الرُّسُل؛ أَي ما كنت أَوّلَ من أُرْسِلَ، قد أُرسل

قبلي رُسُلٌ كثير‏.‏

والبِدْعةُ‏:‏ الحَدَث وما ابْتُدِعَ من الدِّينِ بعد الإِكمال‏.‏ ابن السكيت‏:‏ البِدْعةُ كلُّ مُحْدَثةٍ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في قِيام

رمضانَ‏:‏ نِعْمتِ البِدْعةُ هذه‏.‏ ابن الأَثير‏:‏ البِدْعةُ بدْعتان‏:‏ بدعةُ هُدى، وبدْعة ضلال، فما كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله، صلى الله عليه

وسلم، فهو في حَيِزّ الذّمِّ والإِنكار، وما كان واقعاً تحت عُموم ما ندَب الله إِليه وحَضّ عليه أَو رسولُه فهو في حيِّز المدح، وما لم يكن له

مِثال موجود كنَوْع من الجُود والسّخاء وفِعْل المعروف فهو من الأَفعال

المحمودة، ولا يجوز أَن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به لأَن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثواباً فقال‏:‏ مَن سنّ سُنّة حسَنة كان

له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها، وقال في ضدّه‏:‏ مَن سنّ سُنّة سَيئة كان

عليه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها، وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله، قال‏:‏ ومن هذا النوع قول عمر، رضي الله عنه‏:‏ نعمتِ البِدْعةُ

هذه، لمّا كانت من أَفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سَمّاها بدعة

ومدَحَها لأَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يَسُنَّها لهم، وإِنما

صلاَّها لَيالِيَ ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ولا كانت في زمن أَبي بكر وإِنما عمر، رضي الله عنهما، جمع الناسَ عليها وندَبهم إِليها

فبهذا سماها بدعة، وهي على الحقيقة سنَّة لقوله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنّتي وسنة الخُلفاء الراشدين من بعدي، وقوله، صلى الله عليه وسلم‏:‏

اقْتَدُوا باللذين من بعدي‏:‏ أَبي بكر وعمر، وعلى هذا التأْويل يُحمل الحديث

الآخَر‏:‏ كلُّ مُحْدَثةٍ بدعة، إِنما يريد ما خالَف أُصولَ الشريعة ولم يوافق السنة، وأَكثر ما يستعمل المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذمِّ‏.‏ وقال أَبو

عَدْنان‏:‏ المبتَدِع الذي يأْتي أَمْراً على شبه لم يكن ابتدأَه إِياه‏.‏

وفلان بِدْعٍ في هذا الأَمر أَي أَوّل لم يَسْبِقْه أَحد‏.‏ ويقال‏:‏ ما هو منّي ببِدْعٍ وبَديعً، قال الأَحوص‏:‏

فَخَرَتْ فانْتَمَتْ فقلتُ‏:‏ انْظُرِيني، ليس جَهْلٌ أَتَيْته ببدِيعِ

وأَبْدَعَ وابْتَدَعَ وتَبَدَّع‏:‏ أتَى بِبدْعةٍ، قال اللهِ تعالى‏:‏

ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعوها؛ وقال رؤبة‏:‏

إِنْ كُنْتَ للهِ التَّقِيَّ الأَطْوعا، فليس وجْهَ الحَقِّ أَن تَبَدَّعا

وبَدَّعه‏:‏ نَسَبه إِلى البِدْعةِ‏.‏ واسْتَبْدَعَه‏:‏ عدَّه بَديعاً‏.‏

والبَدِيعُ‏:‏ المُحْدَثُ العَجيب‏.‏ والبَدِيعُ‏:‏ المُبْدِعُ‏.‏ وأَبدعْتُ الشيء‏:‏

اخْتَرَعْته لاعلى مِثال‏.‏ والبَديع‏:‏ من أَسماء الله تعالى لإِبْداعِه

الأِشياء وإِحْداثِه إِيَّاها وهو البديع الأَوّل قبل كل شيء، ويجوز أَن يكون

بمعنى مُبدِع أَو يكون من بَدَع الخلْقَ أَي بَدَأَه، والله تعالى كما قال

سبحانه‏:‏ بَدِيعُ السمواتِ والأَرض؛ أَي خالقها ومُبْدِعُها فهو سبحانه

الخالق المُخْتَرعُ لا عن مثال سابق، قال أَبو إِسحق‏:‏ يعني أَنه أَنشأَها

على غير حِذاء ولا مثال إِلا أَنَّ بديعاً من بَدَع لا من أَبْدع، وأَبدعَ‏:‏ أَكثر في الكلام من بَدَع، ولو استعمل بدَع لم يكن خطأ، فبَدِيعٌ

فَعِيلٌ بمعنى فاعل مثل قدير بمعنى قادر، وهو صفة من صفات الله تعالى لأَنه

بدأَ الخلق على ما أَراد على غير مثال تقدّمه‏.‏ ال الليث‏:‏ وقرئ بديعَ

السمواتِ والأَرضِ، بالنصب على وجه التعجب لِما قال المشركون على معنى‏:‏

بِدْعاً ما قلتم وبَدِيعاً اخْتَرَقْتم، فنصبه على التعجب، قال‏:‏ والله أَعلم أَهو ذلك أَم لا؛ فأَما قراءة العامة فالرفع، ويقولون هو اسم من أَسماء الله سبحانه، قال الأَزهري‏:‏ ما علمت أَحداً من القرّاء قرأَ بديعَ بالنصب، والتعجبُ فيه غير جائز، وإِن جاء مثله في الكلام فنصبه على المدح كأَنه

قال أَذكر بديع السموات والأَرض‏.‏ وسِقاء بَديع‏:‏ جديد، وكذلك زِمام بديع؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في السقاء لأَبي محمد الفقعسي‏:‏

يَنْصَحْنَ ماء البَدَنِ المُسَرَّى، نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا

الصَّفَقُ‏:‏ أَوّل ما يُجعل في السِّقاء الجديد‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ فالبديعُ

بمعنى السقاء والحبْل فَعِيلٌ بمعنى مَفعول‏.‏ وحَبلٌ بَديع‏:‏ جَديد أَيضاً؛ حكاه أَبو حنيفة‏.‏ والبديع من الحِبال‏:‏ الذي ابتُدِئ فتله ولم يكن

حَبلاً فنكث ثم غُزل وأُعيد فتلُه؛ ومنه قول الشماخ‏:‏

وأَدْمَجَ دَمْج ذي شَطَنٍ بَدِيعِ

والبديعُ‏:‏ الزِّقُّ الجديد والسقاء الجديد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ تِهامةُ كَبَدِيعِ العَسَلِ حُلْو أَوّلُه حُلْو

آخِرُه؛ شَبَّهها بِزِقِّ العسل لأَنه لا يتغيَّر هواؤها فأَوّله طيّب

وآخره طيّب، وكذلك العسل لا يتغير وليس كذلك اللبن فإِنه يتغير، وتِهامة في فُصول السنة كلها غَداةً ولَيالِيها أَطْيَب اللَّيالي لا تُؤذي بحَرّ

مُفْرط ولا قُرّ مُؤذ؛ ومنه قول امرأَة من العرب وصَفت زوجَها فقالت‏:‏ زَوْجي

كلَيْل تِهامةَ لا حَرّ ولا قُرّ، ولا مَخافةَ ولا سآمةَ‏.‏ والبديعُ‏:‏

المُبْتَدِع والمُبْتَدَع‏.‏ وشيء بِدْعٌ، بالكسر، أَي مُبتدَع‏.‏ وأَبدْعَ

الشاعرُ‏:‏ جاء بالبديعِ‏.‏ الكسائي‏:‏ البِدْعُ في الخير والشرّ، وقد بَدُعَ

بَداعةً وبُدوعاً، ورجل بِدْعٌ وامرأَة بدْعة إِذا كان غاية في كل شيء، كان

عالماً أَو شَرِيفاً أَو شُجاعاً؛ وقد بَدُعَ الأَمْرُ بدْعاً وبَدَعُوه

وابْتَدَعُوه ورجل بِدْعٌ ورجال أَبْداع ونساء بِدَعٌ وأَبداع ورجُل بِدْع

غُمْر وفلان بِدْعٌ في هذا الأَمر أَي بَدِيع وقوم أَبداع؛ عن الأَخفش‏.‏

وأُبْدِعتِ الإِبلُ‏:‏ بُرِّكَت في الطريق من هُزال أَو داء أَو كَلال، وأَبْدَعت هي‏:‏ كَلَّت أَو عَطِبَت، وقيل‏:‏ لا يكون الإِبْداع إِلاَّ

بظَلَع‏.‏ قال‏:‏ أَبْدَعَت به راحِلتُه إِذا ظَلَعَت، وأُبْدِعَ وأُبْدِعَ به وأَبْدَعَ‏:‏كلَّت راحلته أَو عَطِبَت وبَقِيَ مُنْقَطَعاً به وحَسِرَ عليه

ظهرُه أَو قام به أَي وقَف به؛ قال ابن بري‏:‏ شاهده قول حُميد الأَرقط‏:‏

لا يَقْدِرُ الحُمْسُ على جِبابه إِلاَّ بطُولِ السيْرِ وانْجِذابِه، وتَرْكِ ما أَبْدَعَ من رِكابه وفي الحديث‏:‏ أَنَّ رجلاً أَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا

رسولَ الله إِني أُبْدِعَ بي فاحْمِلْني أَي انقُطع بي لكَلال راحلتي‏.‏ وقال

اللحياني‏:‏ يقال أَبدَع فلان بفلان إِذا قَطَع به وخَذلَه ولم يقم بحاجته

ولم يكن عند ظنه به، وأَبدَعَ به ظهرُه؛ قال الأَفْوه‏:‏

ولكلِّ ساعٍ سُنَّةٌ، مِمَّنْ مَضَى، تَنْمِي به في سَعْيِه أَوْ تُبْدِعُ

وفي حديث الهَدْي‏:‏ فأَزْحَفَت عليه بالطريق فَعَيَّ لشأْنها إِن هي

أَبدَعَتْ أَي انْقَطَعَت عن السير بكَلال أَو ظَلَع، كأَنه جعل انقطاعها عما

كانت مستمرّة عليه من عادة السير إِبْداعاً أَي إِنشاء أَمر خارج عما

اعْتِيدَ منها؛ ومنه الحديث‏:‏ كيف أَصْنَعُ بما أَبْدَعَ عليَّ منها‏؟‏ وبعضهم

يرويه‏:‏ أُبْدِعَت وأُبْدِعَ، على ما لم يسمّ فاعله، وقال‏:‏ هكذا يستعمل، والأَول أَوجه وأَقيس‏.‏ وفي المثل‏:‏ إِذا طَلَبْتَ الباطِلَ أُبْدِع بك‏.‏

قال أَبو سعيد‏:‏ أُبْدِعت حُجّة فلان أَي أُبْطِلت حجّته أَي بطَلَت‏.‏ وقال

غيره‏:‏ أَبْدَعَ بِرُّ فلان بشُكْري وأَبْدَعَ فضْلُه وإِيجابه بوصفي إِذا

شكره على إِحسانه إِليه واعترَف بأَنَّ شكره لا يَفِي بإِحسانه‏.‏ قال

الأَصمعي‏:‏ بَدِعَ يَبَدَعُ فهو بَدِيعٌ إِذا سَمِن؛ وأَنشد لبَشِير ابن النِّكْث‏:‏

فبَدِعَتْ أَرْنَبُه وخِرْنِقُهْ

أَي سَمِنت‏.‏ وأَبْدَعُوا به‏:‏ ضربوه‏.‏ وأَبدَع يميناً‏:‏ أَوجَبها؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ أَبدَع بالسفر وبالحج‏:‏ عزَم عليه‏.‏

بذع‏:‏ البَذَعُ‏:‏ شبه الفزَعِ‏.‏ والمَبْذُوع‏:‏ المَذْعُور‏.‏ وبَذَعَ الشيءَ‏:‏

فرَّقه‏.‏ ويقال‏:‏ بَذِعُوا فابْذَعَرُّوا أَي فَزِعوا فتفرَّقوا‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ وما سمعت هذا لغير الليث‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البَذْعُ قَطْر حُبّ

الماء، وقال‏:‏ هو المَذْع أَيضاً‏.‏ يقال مَذَعَ وبَذَعَ إِذا قَطَر‏.‏ وبذَع

الماءُ‏:‏ سالَ‏.‏

برع‏:‏ بَرَعَ يَبْرُعُ بُروعاً وبَراعةً وبَرُعَ، فهو بارِعٌ‏:‏ تَمَّ في كلّ فَضِيلة وجمال وفاق أَصحابه في العلم وغيره، وقد توصف به المرأَة‏.‏

والبارع‏:‏ الذي فاق أَصحابه في السُّودد‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ البَرِيعةُ المرأَة

الفائقة بالجمال والعَقل، قال‏:‏ ويقال برَعه وفرَعه إِذا علاه وفاقه، وكلُّ مُشْرف بارِعٌ وفارعٌ‏.‏ وتبَرَّع بالعَطاء‏:‏ أَعطَى من غير سؤال أَو

تفضَّل بما لا يجب عليه‏.‏ يقال‏:‏ فعلت ذلك مُتَبَرِّعاً أَي مُتطوّعاً‏.‏

وسَعْدُ البارِع‏:‏ نجم من المنازل‏.‏

وبَرْوَعُ‏:‏ من أَسماء النساء؛ قال جرير‏:‏

ولا حَقُّ ابنَ بَرْوَعَ أَن يُهابا

وبَرْوَعُ‏:‏ اسم امرأَة وهي بروع بنت واشق، وأَصحاب الحديث يقولونه بكسر

الباء، وهو خطأٌ والصواب الفتح لأَنه ليس في الكلام فِعْوَل إِلا

خِرْوَعٌ وعِتْوَد اسم وادٍ‏.‏ وبَرْوع‏:‏ اسم ناقة الراعي عُبَيد بن حُصَين

النُّمَيْرِي الشاعر؛ وفيها يقول‏:‏

وإِن بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلّةٌ

بمَحْنِيةٍ أَشْلى العِفاسَ وبَرْوَعَا

ومنه كان جرير يَدْعو جَنْدل بن الرّاعي بَرْوَعاً‏.‏ وقال ابن بري‏:‏ بَروع

اسم أُمّ الراعي، ويقال اسم ناقته؛ قال جرير يهجوه‏:‏

فما هِيبَ الفَرزدقُ، قد علمتم، وما حَقُّ ابنِ بَرْوَعَ أَن يُهابا

برثع‏:‏ بُرْثَعٌ‏:‏ اسم‏.‏

بردع‏:‏ البَرْدَعةُ‏:‏ الحِلْس الذي يُلقى تحت الرَّحْل؛ قال شمر‏:‏ هي

بالذال والدال، وسيأْتي ذكرها قريباً‏.‏

برذع‏:‏ البَرْذَعةُ‏:‏ الحِلس الذي يُلقى تحت الرحل، والجمع البَراذِع، وخص

بعضهم به الحِمار، وقال شمر‏:‏هي البرذعة والبردعة، بالذال والدال‏.‏

وبَرْذَعٌ‏:‏ اسم؛ أَنشد ثعلب‏:‏

لَعَمْرُ أَبِيها، لا تقولُ حَلِيلَتِي‏:‏

أَلا إِنه قد خانَني اليومَ بَرْذَعُ

والبَرْذَعَةُ من الأَرض‏:‏ لا جَلَدٌ ولا سَهل، والجمع البَِراذِع‏.‏

وابْرَنْذَعَ للأَمر ابْرِنْذاعاً‏:‏ تَهَيَّأَ واستَعَدَّ له‏.‏ وابْرَنْذَعَ

أَصحابَه‏:‏ تقدَّمهم، نادر لأَنَّ مثل هذه الصيغة لا يتعدَّى‏.‏

برشع‏:‏ البِرْشِعُ والبِرْشاعُ‏:‏ السَّيِّءُ الخُلُق‏.‏ والبِرْشاعُ

المنتَفخ الجوفِ الذي لا فُؤاد له، وقيل‏:‏ هو الأَحمق الطويل، وقيل‏:‏ الأَهْوج

الضخْمُ الجافي المنتفخ؛ قال رؤبة‏:‏

لا تَعْدِلِيني بامْرِئٍ إِرْزَبِّ،

ولا بِبِرْشاعِ الوِخامِ وَغْبِ

قال الشيخ ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده‏:‏

لا تعدِليني واسْتَحِي بِإِزْبِ، كَزِّ المُحَيّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ

وهذا الرجز أَورده الجوهري في ترجمة وغب فقال‏:‏

ولا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ

برقع‏:‏ البُرْقُعُ والبُرْقَعُ والبُرْقُوعُ‏:‏ معروف، وهو للدوابِّ ونساء

الأَعْراب؛ قال الجعدي يصف حِشْفاً‏:‏

وخَدٍ كَبُرْقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعٍ، ورَوْقَينِ لَمَّا بَعْدُ أَن يَتَقَشَّرا

الجوهري‏:‏ يَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا، قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده وخدًّا

بالنصب ومُلَمَّعاً كذلك لأَن قبله‏:‏

فلاقَتْ بَياناً عند أَوّلِ مَعْهَدٍ، إِهاباً ومَغْبُوطاً من الجَوْفِ أَحْمَرا

قوله فلاقت يعني بقرة الوحش التي أَخذ الذئب ولدها‏.‏ قال الفراء‏:‏

بِرْقَعٌ نادر ومثله هِجْرَعٌ، وقال الأَصمعي‏:‏ هَجْرع، قال أَبو حاتم‏:‏ تقول

بُرْقُع ولا تقول بُرْقَع ولا بُرْقُوع؛ وأَنشد بيت الجعدي‏:‏ وخدّ كبُرْقُع

الفتاةِ؛ ومن أَنشده‏:‏ كبُرْقُوعِ، فإِنما فَرَّ من الزِّحافِ‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ وفي قول من قدَّم الثلاث لغات في أَول الترجمة دليل على أَن البرقوع

لغة في البرقُع‏.‏ قال الليث‏:‏ جمع البُرْقُع البَراقِعُ، قال‏:‏ وتَلْبَسُها

الدوابّ وتلبسها نساء الأَعراب وفيه خَرْقان للعينين؛ قال توْبةُ بن الحُمَيِّر‏:‏

وكنتُ إِذا ما جِئتُ ليْلى تَبَرْقَعَتْ، فقدْ رابَني منها الغَداةَ سُفُورُها

قال الأَزهري‏:‏ فتح الباء في بَرْقُوع نادر، لم يجئ فَعْلول إِلا

صَعْفُوقٌ‏.‏ والصواب بُرقوع، بضم الباء، وجوع يُرقوع، بالياء، صحيح‏.‏ وقال شمر‏:‏

بُرقع مُوَصْوَصٌ إِذا كان صغير العينين‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ جُوعٌ بُرْقُوع وجُوع

بَرقوع، بفتح الباء، وجوع بُرْكُوع وبَركوع وخُنْتُور بمعنى واحد‏.‏ ويقال

للرجل المأْبون‏:‏ قد بَرْقَع لِحْيَته ومعناه تَزَيّا بِزيِّ مَن لَبِسَ

البُرْقُع؛ ومنه قول الشاعر‏:‏

أَلمْ تَرَ قَيْساً، قَيْسَ عَيْلانَ، بَرْقَعَتْ

لِحاها، وباعَتْ نَبْلَها بالمَغازِلِ

ويقال‏:‏ بَرْقَعه فتَبَرْقَع أَي أَلْبسه البُرْقُعَ فلَبِسَه‏.‏

والمُبَرْقَعةُ‏:‏ الشاةُ البيْضاء الرأْسِ‏.‏ والمُبَرْقِعَةُ، بكسر القاف‏:‏

غُرَّة الفرس إِذا أَخذت جميع وجهه‏.‏ وفرس مُبَرْقَع‏:‏ أَخذت غُرَّتُه

جميع وجهه غير أَنه ينظُرُ في سَواد وقد جاوز بياضُ الغُرَّةِ سُفْلاً إِلى

الخدَّين من غير أَن يصيب العينين‏.‏ يقال‏:‏ غُرّة مُبَرْقِعة‏.‏

وبِرْقِع، بالكسر‏:‏ السماء؛ وقال أَبو علي الفارسي‏:‏ هي السماء السابعة لا

ينصرف؛ قال أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت‏:‏

فكأَنَّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ حَوْلَها، سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائمٌ، أَجْرَبُ

قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده أَجْرَدُ، بالدال، لأَنَّ قبله‏:‏

فأَتَمَّ سِتًّا فاسْتَوَتْ أَطْباقُها، وأَتَى بسابِعةٍ فأَنَّى تُوردُ

قال الجوهري‏:‏ قوله سَدِر أَي بَحر‏.‏ وأَجرب صفة البحر المشبَّهِ به السماء، فكأَنه شبَّه البحر بالجَرَب لما يحصل فيه من المَوْج أَو لأَنه تُرَى

فيه الكواكب كما تُرى في السماء فهنَّ كالجَرَب له؛ وقال ابن بري‏:‏ شبه السماء بالبحر لمَلاستِها لا لِجَرَبِها، أَلا ترى قوله تواكله القوائم

أَي تواكلته الرِّياح فلم يتمَوَّج، فلذلك وصفه بالجَرَدِ وهو المَلاسةُ؛ قال ابن بري‏:‏ وما وصفه الجوهري في تفسير هذا البيت هَذَيان منه، وسماء

الدنيا هي الرَّقِيعُ‏.‏ وقال الأَزهري‏:‏ قال الليث البِرْقِع اسم السماء

الرابعة؛ قال‏:‏ وجاء ذكره في بعض الأَحاديث‏.‏ وقال‏:‏ بِرْقَع اسم من أَسماء

السماء، جاء على فِعْلَلٍ وهو غريب نادر‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ البُرْقُع سِمةٌ في الفخذ حَلْقَتَين بينهما خِباط في طول الفخذ، وفي العَرْض الحَلْقتان

صورته‏.‏

بركع‏:‏ بَرْكَعَه وكَرْبَعَه فتبَرْكَع‏:‏ صرَعه فوقع على اسْتِه؛ قال

رؤبة‏:‏ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا

على اسْتِه، زَوْبَعَةً أَو زَوْبَعا

قال ابن بري‏:‏ هكذا ذكره ابن دريد زوبعة، بالزاي، وصوابه رَوبعة أَو

روبعا، بالراء، وكذلك هو في شعر رُؤبة، وفسر بأَنه القصير الحقير، وقيل

الضعيف، وقيل القصيرُ العُرقوبِ، وقيل الناقص الخَلْقِ‏.‏ وبَرْكَعَ الرجلُ على

ركبتيه إِذا سقط عليهما‏.‏ والبَرْكعةُ‏:‏ القِيام على أَربع، وتَبَرْكعت

الحَمامةُ للحمامة الذكر؛ وأَنشد‏:‏

هَيْهاتَ أَعْيا جَدُّنا أَن يُصْرَعا، ولو أَرادوا غيرَه تَبَرْكَعا

وبَرْكَعْت الرجل بالسيف إِذا ضربته‏.‏

والبُرْكُعُ‏:‏ القصير من الإِبل خاصّة‏.‏ والبُرْكُعُ‏:‏ المُسْتَرْخِي

القوائمِ في ثِقَل‏.‏ وجوعٌ بُرْكُوعٌ وبَركوع، بفتح الباء‏.‏

بزع‏:‏ بَزُعَ الغُلام، بالضم، بَزاعة، فهو بَزِيعٌ وبُزاعٌ‏:‏ ظَرُفَ

ومَلُحَ‏.‏ والبَزِيعُ‏:‏ الظَّريف‏.‏ وتَبَزَّعَ الغُلام‏:‏ ظَرُف‏.‏ وغلام بَزِيع

وجارية بزيعة إِذا وُصِفا بالظَّرْفِ والمَلاحة وذَكاء القلب، ولا يقال إِلاّ

للأَحداث من الرجال والنساء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مررْتُ بقَصْر مَشِيد بَزِيع، فقلت‏:‏ لمن هذا القصر‏؟‏ فقيل؛ لعمر بن الخطاب؛ البَزِيعُ‏:‏ الظريفُ من الناس، شبه القصر به لحُسنه وجَماله، والبَزِيعُ‏:‏ السيِّد الشريف؛ حكاه

الفارسي عن الشيْباني‏.‏ وقال أَبو الغَوْث‏:‏ غلام بَزِيع أَي متكلِّم لا

يسْتَحْيِي‏.‏ والبَزاعةُ‏:‏ مما يُحْمَد به الإِنسان‏.‏ وتبزَّع الغلامُ‏:‏ ظرُف‏.‏

وتبزَّع الشرُّ‏:‏ هاجَ وتَفاقَمَ، وقيل‏:‏ أَرْعَدَ ولمّا يَقَعْ؛ قال

العجاج‏:‏إِني إِذا أَمْرُ العِدى تبَزَّعا

وبَوْزَعُ‏:‏ اسم رملة معروفة من رِمال بني أَسد، وفي التهذيب‏:‏ بني سَعْد؛ قال رؤبة‏:‏

برَمْلِ يَرْنا أَو برَمْلِ بَوْزَعا

وبَوْزَعُ‏:‏اسم امرأَة كأَنه فَوَعَل من البَزِيعِ؛ قال جرير‏:‏

هَزِئتْ بُوَيزِعُ، إِذ دَبَبْتُ على العَصا، هَلاّ هَزِئْتِ بِغَيرِنا يا بَوْزَعُ‏؟‏

بشع‏:‏ البَشِعُ‏:‏ الخَشِنُ من الطَّعام واللِّباس والكلام‏.‏ وفي الحديث‏:‏

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأْكل البَشِعَ أَي الخَشِنَ الكَرِيهَ

الطَّعْمِ، يريد أَنه لم يكن يذُمُّ طَعاماً‏.‏ والبَشِعُ‏:‏ طَعْم كريه‏.‏

وطعام بَشِيع وبَشِع من البَشَع‏:‏ كريه يأْخذُ بالحَلْق بَيِّنُ البَشاعة، فيه حُفُوف ومَرارَةٌ كالإِهْلِيلَجِ ونحوه، وقد بَشِعَ بَشَعاً‏.‏ ورجل

بَشِيعٌ بَيِّنُ البشع إِذا أَكله فبَشِع منه‏.‏ وأَكلنا طعاماً بَشِعاً‏:‏

حافّاً يابساً لا أُدْمَ فيه‏.‏ والبَشَعُ‏:‏ تَضايُق الحلْقِ بطعام خَشِن‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فوُضِعت بين يَدَي القوم، وهي بَشِعةٌ في الحَلْق، وكلام بشيع‏:‏

خَشِن كريه منه‏.‏ واسْتَبْشَعَ الشيءَ أَي عَدَّه بَشِعاً‏.‏ ورجل بَشِع

المَنْظَر إِذا كان دَميماً‏.‏ ورجل بَشِعُ النفْس أَي خَبيثُ النفس، وبَشِعُ

الوجه إِذا كان عابِساً باسِراً‏.‏ وثوب بَشِع‏:‏ خَشِن‏.‏ ورجل بشع الفم‏:‏ كريه

ريحِ الفم، والأُنثى بالهاء، لا يتَخلَّلان ولا يَسْتاكانِ، والمصدر

البشَعُ والبَشاعةُ، وقد بَشِع بشعاً وبَشاعة‏.‏ وبَشِع بهذا الطعام بَشَعاً‏:‏ لم يُسِغْه‏.‏ ورجل بَشِع الخُلُق إِذا كان سيِّءَ الخُلُقِ والعِشْرة‏.‏

وبَشِع بالأَمر بشَعاً وبشاعةً‏:‏ ضاق به ذَرعاً؛ قال أَبو زبيد يصف

أَسداً‏:‏شأْسُ الهَبُوطِ زنَاءُ الحامِيَيْنِ، مَتَى

تَبْشَعْ بوارِدةٍ يَحْدُثْ لها فَزَعُ

قوله شأْس الهَبوط يقول‏:‏ الأَسد إِذا أَكل أَكلاً شديداً وشَبع ترك من فَرِيسته شيئاً في الموضع الذي يفْترِسها، فإِذا انتهت الظباء إِلى ذلك

الموضع لترد الماءَ فَزِعت من ذلك لمكان الأَسد، وقيل‏:‏ بوارِدة أَي بما

يرده من الناس لها للواردة

زناء الحامِيين‏:‏ ضَيِّق الحاميين‏.‏ تَبْشَع‏:‏ تُغَصّ، يحدث لها

فزع لمكان الأَسد‏.‏ وبَشِع الوادي بالماء بَشَعاً‏:‏ ضاق‏.‏ وَبَشِع بالشيء

بشَعاً‏:‏ بطَش به بَطْشاً مُنْكراً‏.‏ وخشبة بَشِعة‏:‏ كثيرة الأُبَنِ‏.‏

بصع‏:‏ البَصْعُ‏:‏ الخَرْق الضيِّق لا يكاد يَنفُذ منه الماء‏.‏ وبَصَعَ

الماءُ يَبْصَعُ بَصاعة‏:‏ رَشَحَ قليلاً‏.‏ وبَصع العَرَقُ من الجسد يَبصَع

بَصاعة وتَبَصَّع‏:‏ نَبَعَ من أُصول الشعر قليلاً قليلاً‏.‏ والبَصِيع‏:‏ العرَق

إِذا رشح؛ وروى ابن دريد بيت أبي ذؤيب‏:‏

تأْبى بدِرَّتِها، إِذا ما اسْتُغْضِبَتْ، إِلا الحَميمَ، فإِنَّه يَتَبَصَّعُ

بالصاد أَي يَسيل قليلاً قليلاً‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وروى الثقات هذا الحرف

بالضاد المعجمة من تَبَضَّع الشيءُ أَي سال، وهكذا رواه الرُّواة في شعر

أَبي ذؤَيب، وابن دريد أَخذ هذا من كتاب ابن المظفر‏.‏ فمرَّ على التصحيف

الذي صحفه، والظاهر ان الشيخ ابن بري ثلَّثهما في التصحيف، فإِنه ذكره في كتابه الذي صنفه على الصحاح في ترجمة بصع يتبصع بالصاد المهملة، ولم يذكره

الجوهري في صحاحه في هذه الترجمة، وذكره ابن بري أَيضاً موافقاً للجوهري

في ذكره في ترجمة بضع، بالضاد المعجمة‏.‏ والبَصْع‏:‏ ما بينَ السّبَّابة

والوُسْطَى‏.‏ والبَصْعُ‏:‏ الجمع‏.‏ قال الجوهري‏:‏ سمعته من بعض النحويين ولا

أَدري ما صحته‏.‏ ويقال‏:‏ مَضَى بِصْع من الليل، بالكسر، أَي جَوْشٌ منه‏.‏

وأَبْصَعُ‏:‏ كلمة يؤكَّد بها، وبعضهم يقوله بالضاد المعجمة وليس بالعالي؛ تقول‏:‏

أَخذت حقي أَجْمَعَ أَبْصَعَ، والأُنثى جَمْعاء بَصْعاء، وجاء القوم

أَجمعون أَبْصَعون، ورأَيت النِّسوة جُمَعَ بُصَعَ، وهو توكيد مُرَتَّب لا

يُقدَّم على أَجمع؛ قال ابن سيده‏:‏ وأَبْصَعُ نعت تابع لأَكْتَعَ وإِنما

جاؤُوا بأَبْصَعَ وأَكْتَعَ وأَبْتَعَ إِتباعاً لأَجْمَع لأَنهم عدلوا عن

إِعادة جميع حروف أَجمع إِلى إِعادة بعضها، وهو العين، تحَامِياً من الإِطالة بتكرير الحروف كلها‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ولا يقال أَبْصعون حتى يتقدَّمه

أَكتعون، فإِن قيل‏:‏ فلمَ اقتصروا على إِعادة العين وحدها دون سائر حروف

الكلمة‏؟‏ قيل‏:‏ لأَنها أَقوى في السجعة من الحرفين اللذين قبلها وذلك لأَنها

لام الكلمة وهي قافية لأَنها آخر حروف الأَصل، فجيء بها لأَنها مَقْطَع

الأُصول، والعمل في المُبالغة والتكرير إِنما هو على المَقطع لا على

المَبدإِ ولا على المَحْشَإِ، أَلا ترى أَن العناية في الشعر إِنما هي

بالقَوافي لأَنها المَقاطِعُ وفي السجع كمثل ذلك‏؟‏ وآخر السجعة والقافية عندهم

أَشرف من أَوَّلها، والعِنايةُ به أَمَسُّ، ولذلك كلما تَطَرَّفَ الحرف

في القافية ازدادوا عِناية به ومُحافظة على حكْمه‏.‏ وقال أَبو الهيثم‏:‏

الكلمة تُوكَّد بثلاثة تَواكِيدَ؛ يقال‏:‏ جاء القوم أَكتعون أَبتعون أَبصعون، بالصاد، وقال جماعة من النحويين‏:‏ أَخذته أَجمعَ أَبتعَ وأَجمعَ أَبصع، بالتاء والصاد، قال البُشْتِيُّ‏:‏ مررت بالقوم أَجمعين أَبْضَعِين، بالضاد، قال أَبو منصور‏:‏ هذا تصحيف وروي عن أَبي الهيثم الرازي أَنه قال‏:‏ العرب

توكِّد الكلمة بأَربعةِ تَواكِيد فتقول‏:‏ مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين

أَبصعين أَبتعين، كذا رواه بالصاد، وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمع‏.‏

والبُصَيعُ‏:‏ مكان في البحر على قولٍ في شعر حسان ابن ثابت‏:‏

بَيْنَ الخَوابي فالبُصَيْعِ فَحَوْمَلِ

وسيُذكر مُسْتوفىً في ترجمة بضع‏.‏ وكذلك أَبْصَعةُ مَلِك من كِنْدةَ بوزن

أَرْنبة، وقيل‏:‏ هو بالضاد المعجمة‏.‏ وبئر بُضاعةَ‏:‏ حكيت بالصاد المهملة، وسنذكرها‏.‏

بضع‏:‏ بَضَعَ اللحمَ يَبْضَعُه بَضْعاً وبَضَّعه تَبْضِيعاً‏:‏ قطعه، والبَضْعةُ‏:‏ القِطعة منه؛ تقول‏:‏ أَعطيته بَضع من اللحم إِذا أَعطيته قِطعة

مجتمعة، هذه بالفتح، ومثلها الهَبْرة، وأَخواتها بالكسر، مثل القِطْعةِ

والفِلْذةِ والفِدْرةِ والكِسْفةِ والخِرْقةِ وغير ذلك مما لا يُحصى‏.‏ وفلان

بَضْعة من فلان‏:‏ يُذْهَب به إِلى الشبَه؛ وفي الحديث‏:‏ فاطِمةُ بَضْعة

منِّي، من ذلك، وقد تكسر، أَي إِنها جُزء مني كما أَن القِطْعة من اللحم، والجمع بَضْع مثل تَمْرة وتَمْر؛ قال زهير‏:‏

أَضاعَتْ فلم تُغْفَرْ لها غَفَلاتُها، فلاقَتْ بَياناً عند آخِرِ مَعْهَدِ

دَماً عند شِلْوٍ تَحْجَلُ الطيرُ حَوْلَه، وبَضْعَ لِحامٍ في إِهابٍ مُقَدَّدِ

وبَضْعة وبَضْعات مثل تمْرة وتمْرات، وبعضهم يقول‏:‏ بَضْعة وبِضَعٌ مثل

بَدْرةٍ وبِدَرٍ، وأَنكره عليّ بن حمزة على أَبي عبيد وقال‏:‏ المسموع

بَضْعٌ لا غير؛ وأَنشد‏:‏

نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى، وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ

وبَضْعةٌ وبِضاعٌ مثل صَفْحةٍ وصِفاحٍ، وبَضْعٌ وبَضِيع، وهو نادر، ونظيره الرَّهِينُ جمع الرَّهْن‏.‏ والبَضِيعُ أَيضاً‏:‏ اللحم‏.‏ ويقال‏:‏ دابّة

كثيرة البَضِيعِ، والبَضِيعُ‏:‏ ما انْمازَ من لحم الفخذ، الواحد بَضِيعة‏.‏

ويقال‏:‏ رجل خاظِي البَضِيعِ؛ قال الشاعر‏:‏

خاظِي البَضِيعِ لَحْمُه خَظا بَظا

قال ابن بري‏:‏ وبقال ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ أَي مُمْتلِئُ اللحمِ، قال‏:‏

ويقال في البضِيعِ اللحم إِنه جمع بَضْعٍ مثل كلْب وكَلِيب؛ قال

الحادِرةُ‏:‏

ومُناخ غير تبيئة*** عَرَّسْتُه،

قَمِنِ مِنَ الحِدْثانِ، نابي المَضْجَعِ

عَرَّسْتُه، ووِسادُ رأْسِي ساعِدٌ

خاظِي البَضِيعِ، عُروقه لم تَدْسَعِ

أَي عُروقُ ساعِده غيرُ ممتلئة من الدَّم لأَن ذلك إِنما يكون للشيوخ‏.‏

وإِن فلاناً لشديدُ البَضْعةِ حَسَنُها إِذا كان ذا جِسم وسِمَن؛ وقوله‏:‏

ولا عَضِل جَثْل كأَنَّ بَضِيعَه

يَرابِيعُ، فوقَ المَنْكِبَيْن، جُثُومُ

يجوز أَن يكون جمع بَضْعة وهو أَحسن لقوله يَرابِيع ويجوز أَن يكون

اللحم‏.‏

وبَضَع الشيءَ يَبْضعُه‏:‏ شَقَّه‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه ضرب

رجلاً أَقْسَمَ على أُم سَلمة ثلاثين سوطاً كلُّها تَبْضَع وتَحْدُر أَي

تَشقُّ الجلد وتقطع وتَحْدر الدَّم، وقيل‏:‏ تَحْدُر تُوَرِّم‏.‏

والبَضَعةُ‏:‏ السِّياطُ، وقيل‏:‏ السُّيوف، واحدها باضِع؛ قال الراجز‏:‏

وللسِّياطِ بَضَعَهْ

قال الأَصمعي‏:‏ يقال سَيْفٌ باضِعٌ إِذا مَرَّ بشيء بضَعَه أَي قطَع منه

بَضْعة، وقيل‏:‏ يَبْضَعُ كلَّ شيء يقطَعُه؛ وقال‏:‏

مِثْلِ قُدامى النَّسْرِ ما مَسَّ بضَعْ

وقول أَوْس بن حَجَر يصف قوساً‏:‏

ومَبْضُوعة منْ رأْسِ فَرْعٍ شَظِيّة

يعني قَوساً بضَعها أَي قطعَها‏.‏

والباضِعُ في الإِبل‏:‏ مثل الدَّلاَّل في الدُّور

والباضِعةُ من الشِّجاج‏:‏ التي تَقْطع الجلد وتَشُقُّ

اللحم تَبْضَعُه بعد الجلد وتُدْمِي إِلا أَنه لا يسيل الدم، فإِن سال فهي

الدَّامِيةُ، وبعد الباضِعة المُتلاحِمةُ، وقد ذكرت الباضعة في الحديث‏.‏

وبَضَعْتُ الجُرْحَ‏:‏ شَقَقْتُه‏.‏

والمِبْضَعُ‏:‏ المِشْرَطُ، وهو ما يُبْضَعُ به العِرْق والأَدِيم‏.‏

وبَضَعَ من الماء وبه يَبْضَعُ بُضُوعاً وبَضْعاً‏:‏ رَوِيَ وامْتلأ‏:‏

وأَبْضَعني الماءُ‏:‏ أَرْواني‏.‏ وفي المثل‏:‏ حتى متى تَكْرَعُ ولا تَبْضَعُ‏؟‏

وربما قالوا‏:‏ سأَلني فلان عن مسأَلة فأَبْضَعْتُه إِذا شَفَيْتَه، وإِذا شرب

حتى يَرْوى، قال‏:‏ بضَعْت أَبْضَع‏.‏ وماء باضِعٌ وبَضِيع‏:‏ نَمِير‏.‏

وأَبْضَعه بالكلام وبَضَعَه به‏:‏ بَيَّن له ما يُنازِعُه حتى يَشْتَفِيَ، كائناً

ما كان‏.‏ وبَضع هو يَبْضَعُ بُضُوعاً‏:‏ فَهِمَ‏.‏ وبضَعَ الكلامَ فانْبَضَعَ‏:‏

بيّنَه فتبيَّن‏.‏ وبَضَع من صاحبه يَبْضَع بُضوعاً إذا أَمره بشيء فلم يأْتَمِرْ له فسَئِمَ أَن يأْمره بشيء أَيضاً، تقول منه‏:‏ بضعت من فلان؛ قال

الجوهري‏:‏ وربما قالوا بضعت من فلان إِذا سَئمْت منه، وهو على التشبيه‏.‏

والبُضْعُ‏:‏ النّكاح؛ عن ابن السكيت‏.‏ والمُباضَعةُ‏:‏ المُجامَعةُ، وهي

البِضاعُ‏.‏ وفي المثل‏:‏ كمُعَلِّمة أُمَّها البِضاع‏.‏ ويقال‏:‏ ملَك فلان بُضْع

فلانة إِذا ملَكَ عُقْدة نكاحها، وهو كناية عن موضع الغِشْيان؛ وابْتَضَعَ

فلان وبضع إِذا تزوّج‏.‏ والمُباضعة‏:‏ المُباشرة؛ ومنه الحديث‏:‏ وبُضْعهُ

أَهلَه صَدقةٌ أَي مُباشَرته‏.‏ وورد في حديث أَبي ذر، رضي الله عنه‏:‏

وبَضِيعَتُه أَهلَه صدقةٌ، وهو منه أَيضاً‏.‏ وبَضَع المرأَةَ بَضْعاً وباضَعها

مُباضعة وبِضاعاً‏:‏ جامَعَها، والاسم البُضْع وجمعه بُضوع؛ قال عمرو بن معديكرب‏:‏

وفي كَعْبٍ وإِخْوتِها، كِلابٍ، سَوامي الطَّرْفِ غالِيةُ البُضوعِ

سَوامي الطرف أَي مُتأَبِّياتٌ مُعْتزَّاتٌ‏.‏ وقوله‏:‏ غاليةُ البضوع؛ كنى

بذلك عن المُهور اللواتي يُوصَل بها إِليهن؛ وقال آخر‏:‏

عَلاه بضَرْبةٍ بَعَثَتْ بِلَيْلٍ

نوائحَه، وأَرْخَصَتِ البُضُوعا

والبُضْعُ‏:‏ مَهْرُ المرأَة‏.‏ والبُضْع‏:‏ الطلاق‏.‏ والبُضْع‏:‏ مِلْك الوَلِيّ

للمرأَة، قال الأَزهري‏:‏ واختلف الناس في البُضع فقال قوم‏:‏ هو الفَرج، وقال قوم‏:‏ هو الجِماع، وقد قيل‏:‏ هو عَقْد النكاح‏.‏ وفي الحديث‏:‏ عَتَقَ

بُضْعُكِ فاخْتارِي أَي صار فرجُك بالعِتق حُرّاً فاختارِي الثَّباتَ على زوجك

أَو مُفارَقَته‏.‏ وفي الحديث عن أَبي أُمامةَ‏:‏ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمر بلالاً فنادَى في الناس يوم صَبَّحَ خَيْبَر‏:‏ أَلا من أَصاب حُبْلى فلا يَقْرَبَنَّها فإِنَّ البُضْعَ يَزيد في السمع والبصَر

أَي الجماع؛ قال الأَزهري‏:‏ هذا مثل قوله لا يَسقِي ماؤه زرعَ غيره، قال‏:‏

ومنه قول عائشةَ في الحديث‏:‏ وله حَصَّنَنِي ربّي من كل بُضْع؛ تَعْني

النّبي صلى الله عليه وسلم من كل بُضع‏:‏ من كل نكاح، وكان تزوّجها بِكْراً من بين نسائه‏.‏ وأَبْضَعَت المرأَةَ إِذا زوّجتها مثل أَنكحْت‏.‏ وفي الحديث‏:‏

تُسْتأْمَرُ النساء في إِبْضاعِهن أَي في إِنكاحهنَّ؛ قال ابن الأَثير‏:‏

الاسْتِبْضاع نوع من نكاح الجاهلية، وهو اسْتِفْعال من البُضع الجماع، وذلك أَن تطلب المرأَةُ جِماع الرجل لتنال منه الولد فقط، كان الرجل منهم

يقول لأَمَته أَو امرأَته‏:‏ أَرسلي إِلى فلان فاسْتَبْضِعي منه، ويعتزلها

فلا يمَسُّها حتى يتبينَ حملها من ذلك الرجل، وإِنما يفعل ذلك رَغْبة في نَجابة الولد‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ أَن عبد الله أَبا النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بامرأَة فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها‏.‏ وفي حديث خَدِيجةَ، رضي الله عنها‏:‏ لما تزوجها النبي، صلى الله عليها وسلم، دخل عليها عمرو بن أُسيد، فلما رآه قال‏:‏ هذا البُضع لا يُقرَعُ أَنفه؛ يريد هذا الكُفْءُ الذي

لا يُرَدّ نِكاحه ولا يُرْغَب عنه، وأَصل ذلك في الإِبل أَنَّ الفَحل

الهَجين إِذا أَراد أَن يضرب كرائم الإِبل قَرَعُوا أَنفه بعصاً أَو غيرها

ليَرْتَدّ عنها ويتركها‏.‏

والبِضاعةُ‏:‏ القِطْعة من المال، وقيل‏:‏ اليسير منه‏.‏ والبضاعة‏:‏ ما

حَمَّلْتَ آخَرَ بَيْعَه وإِدارَتَه‏.‏ والبِضاعةُ‏:‏ طائفةٌ من مالك تَبْعَثُها

للتجارة‏.‏ وأَبْضعه البِضاعَة‏:‏ أَعطاه إِيّاها‏.‏ ابْتَضَع منه‏:‏ أَخذ، والاسم

البِضاعُ كالقِراض‏.‏ وأَبْضَع الشيء واسْتَبْضعه‏:‏ جعله بِضاعَتَه، وفي المثل‏:‏ كمُسْتَبْضِع التمر إِلى هَجَرَ، وذلك أَنَّ هجر معدِنُ التمر؛ قال

خارجة بن ضِرارٍ‏:‏

فإِنَّكَ، واسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْونَا، كمَسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلى أَهْلِ خَيْبَرا

وإِنما عُدِّي بإِلى لأَنه في معنى حامل‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وجئنا ببِضاعةٍ

مُزْجاةٍ؛ البِضاعة‏:‏ السِّلْعةُ، وأَصلها القِطْعة من المال الذي يُتَّجَر

فيه، وأصلها من البَضْع وهو القَطْع، وقيل‏:‏ البِضاعة جُزء من أَجزاء

المال، وتقول‏:‏ هو شَرِيكي وبَضِيعي، وهم شُركائي وبُضعائي، وتقول‏:‏ أبْضَعْت

بِضاعة للبيع، كائنة ما كانت‏.‏ وفي الحديث‏:‏ المدِينةُ كالكِير تَنْفي خَبَثَها وتُبْضِعُ طِيبَها؛ ذكره الزمخشري وقال‏:‏ هو من أَبْضَعْتُه بِضاعةً

إِذا دفعتها إِليه؛ يعني أَنّ المدينة تُعطِي طِيبَها ساكِنيها، والمشهور تَنْصع، بالنون والصاد، وقد روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء

المهملة، من النَّضْخ والنَّضْح وهو رش الماء‏.‏

والبَضْع والبِضْعُ، بالفتح والكسر‏:‏ ما بين الثلاث إِلى العشر، وبالهاء

من الثلاثة إِلى العشرة يضاف إِلى ما تضاف إِليه الآحاد لأَنه قِطْعة من العدد كقوله تعالى‏:‏ في بِضْعِ سنين، وتُبنى مع العشرة كما تُبنى سائر

الآحاد وذلك من ثلاثة إِلى تسعة فيقال‏:‏ بِضْعةَ عَشرَ رجُلاً وبضْع عشْرةَ

جارية؛ قال ابن سيده‏:‏ ولم نسمع بضعة عشر ولا بضع عشرة ولا يمتنع ذلك، وقيل‏:‏ البضع من الثلاث إِلى التسع، وقيل من أَربع إِلى تسع، وفي التنزيل‏:‏

فلَبث في السجْنِ بِضْع سنين؛ قال الفراء‏:‏ البِضْع ما بين الثلاثة إِلى ما

دون العشرة؛ وقال شمر‏:‏ البضع لا يكون أَقل من ثلاثة ولا أَكثر من عشرة، وقال أَبو زيد‏:‏ أَقمت عنده بِضْع سنين، وقال بعضهم‏:‏ بَضْع سنين، وقال أَبو

عبيدة‏:‏ البِضع ما لم يبلغ العِقْد ولا نصفه؛ يريد ما بين الواحد إِلى

أَربعة‏.‏ ويقال‏:‏ البضع سبعة، وإِذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع، لا تقول‏:‏ بضع

وعشرون‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ يقال له بضع وعشرون رجلاً وله بضع وعشرون امرأَة‏.‏

قال ابن بري‏:‏ وحكي عن الفراء في قوله بضع سنين أَن البضع لا يُذْكر إِلا

مع العشر والعشرين إِلى التسعين ولا يقال فيما بعد ذلك؛ يعني أَنه يقال

مائة ونَيِّف؛ وأَنشد أَبو تَمّام في باب الهِجاء من الحَماسة لبعض

العرب‏:‏أَقولُ حِين أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَه‏:‏

لا بارك الله في بِضْعٍ وسِتِّينِ، من السِّنين تَمَلاَّها بلا حَسَبٍ، ولا حَياءٍ ولا قَدْرٍ ولا دِينِ

وقد جاء في الحديث‏:‏ بِضْعاً وثلاثين ملَكاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ صلاةُ الجماعةِ

تَفْضُل صلاةَ الواحد بِبِضْع وعشرين دَرجةً‏.‏ ومرَّ بِضْعٌ من الليل أَي

وقت؛ عن اللحيانب‏.‏

والباضعةُ‏:‏ قِطعة من الغنم انقطعت عنها، تقول فِرْقٌ بَواضِعُ‏.‏

وتَبَضَّع الشيءُ‏:‏ سالَ، يقال‏:‏ جَبْهَتُه تَبْضَع وتَتَبَضَّع أَي

تَسِيل عرقاً؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب‏:‏

تأْبَى بِدِرَّتِها، إِذا اسْتُغْضِبَت، إِلاَّ الحَمِيمَ، فإِنه يَتَبَضَّعُ

يَتبضَّع‏:‏ يَتفتَّحُ بالعَرَق ويَسِيلُ مُتقطِّعاً، وكان أَبو ذؤيب لا

يُجِيد في وصْفِ الخيل، وظنّ أَنَّ هذا مما توصف به؛ قال ابن بري‏:‏ يقول

تأْبَى هذه الفرس أَن تَدِرَّ لك بما عندها من جَرْي إِذا اسْتَغْضَبْتها

لأَن الفرس الجَوادَ إِذا أَعطاك ما عنده من الجرْي عَفْواً فأَكرهْته على

الزيادة حملته عزّة النفْس على ترك العَدْو، يقول‏:‏ هذه تأْبى بدرَّتها

عند إِكْراهها ولا تأْبى العَرَق، ووقع في نسخة ابن القطّاع‏:‏ إِذا ما

استُضْغِبت، وفسره بفُزِّعَت لأَن الضاغب هو الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ

ليُفَزِّعَ بمثل صوت الأَسد، والضُّغابُ صوت الأَرْنب‏.‏

والبَضِيعُ‏:‏ العَرَقُ، والبَضيعُ‏:‏ البحر، والبَضِيعُ‏:‏ الجَزِيرةُ في البحر، وقد غلب على بعضها؛ قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ الهذلي‏:‏

سادٍ تَجرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً، يَلْوي بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ

ساد مقلوب من الإِسْآدِ وهو سَيْرُ الليل‏.‏ تجَرَّمَ في البَضِيعِ أَي

أَقام في الجزيرة، وقيل‏:‏ تجرَّم أَي قَطعَ ثماني ليال لا يَبْرَح مكانَه، ويقال للذي يُصْبح حيث أَمْسى ولم يبرح مكانه سادٍ، وأَصله من السُّدَى

وهو المُهْمَلُ وهذا الصحيح‏.‏ والعَيْقةُ‏:‏ ساحل البحر، يَلْوِي بَعيقات أَي

يذهب بما في ساحل البحر‏.‏ ويُجْنَبُ أَي تَصِيبه الجَنُوب؛ وقال القتيبي

في قول أَبي خِراش الهذلي‏:‏

فلمّا رأَيْنَ الشمْسَ صارت كأَنها، فُوَيْقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ، خَمِيلُ

قال‏:‏ البَضِيعُ جزيرة من جزائر البحر، يقول‏:‏ لما همَّت بالمَغِيب رأَينَ

شُعاعَها مثل الخَمِيلِ وهو القَطِيفة‏.‏ والبُضَيعُ مصغَّر‏:‏ مكان في البحر؛ وهو في شعر حسّان بن ثابت في قوله‏:‏

أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدارِ أَمْ لم تَسْأَلِ

بَيْنَ الخَوابي، فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ

قال الأَثرم‏:‏ وقيل هو البُصَيْعُ، بالصاد غير المعجمة، قال الأَزهري‏:‏

وقد رأَيته وهو جبل قصير أَسود على تلّ بأَرض البلسةِ فيما بين سيل وذات

الصَّنَمين بالشام من كُورة دِمَشْق، وقيل‏:‏ هو اسم موضع ولم يُعَيَّنْ‏.‏

والبَضِيعُ والبُضَيْعُ وباضِعٌ‏:‏ مواضِعُ‏.‏

وبئر بُضاعة التي في الحديث، تكسر وتضم، وفي الحديث‏:‏ أَنه سئل عن بئر

بُضاعة قال‏:‏ هي بئر معروفة بالمدينة، والمحفوظ ضم الباء، وأَجاز بعضهم

كسرها وحكي بالصاد المهملة‏.‏

وفي الحديث ذكر أَبْضَعة، وهو مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنَبة، وقيل‏:‏ هو بالصاد المهملة‏.‏

وقال البشتي‏:‏ مررت بالقوم أَجمعين أَبضعين، بالضاد، قال الأَزهري‏:‏ وهذا

تصحيف واضح، قال أَبو الهيثم الرازي‏:‏ العرب تُوَكِّد الكلمة بأَربعة

توَاكِيدَ فتقول‏:‏ مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين، بالصاد، وكذلك روي عن ابن الأَعرابي قال‏:‏ وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمْع‏.‏

بعع‏:‏ البَعاعُ‏:‏ الجَهازُ والمَتاعُ‏.‏ أَلقى بَعَعَه وبَعاعَه أَي ثِقَلَه

ونفْسَه، وقيل‏:‏ بَعاعُه مَتاعُه وجَهازُه‏.‏ والبَعاعُ‏:‏ ثِقَلُ السحاب من الماء‏.‏ أَلقتِ السحابةُ بَعاعَها أَي ماءَها وثِقَلَ مطرِها؛ قال امرؤُ

القيس‏:‏

وأَلقَى بصَحْراء الغَبِيطِ بَعاعَه، نُزولَ اليَماني ذي العِيابِ المُخَوَّلِ

وبَعَّ السحابُ يَبِعُّ بَعًّا وبَعاعاً‏:‏ أَلَحَّ بِمَطَرِه‏.‏ وبَعَّ

المطرُ من السحابِ‏:‏ خرج‏.‏ والبَعاعُ‏:‏ ما بعَّ من المطر؛ قال ابن مقبل يذكر

الغيث‏:‏

فأَلقَى بشَرْجٍ والصَّرِيفِ بَعاعَه، ثِقالٌ رَواياه مِن المُزْنِ دُلَّحُ

والبَعْبَعُ‏:‏ صوت الماء المتَدارِكِ، قال الأَزهري‏:‏ كأَنه أَراد حكاية

صوته إِذا خرج من الإِناء ونحو ذلك‏.‏ وبَعَّ الماءَ بَعًّا إِذا صَبَّه؛ ومنه الحديث‏:‏ أَخذها فبعَّها في البَطْحاء، يعني الخمر صبَّها صبًّا‏.‏

والبَعاعُ‏:‏ شدَّة المطر، ومنهم من يَرويها بالثاء المثلثة من ثَعَّ يَثِعُّ

إِذا تَقَيَّأَ أَي قذَفَها في البَطْحاء؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه‏:‏

أَلقت السحابُ بَعاعَ ما استقَلَّت به من الحِمْل‏.‏

ويقال‏:‏ أَتيته في عَبْعَبِ شبابه وبَعْبَعِ شبابه وعِهِبَّى شبابه‏.‏

وأَخرجت الأَرض بَعاعَها إِذا أَنبتت أَنواع العُشب أَيام الربيع‏.‏

والبَعابِعَةُ‏:‏ الصَّعالِيكُ الذين لا مال لهم ولا ضَيْعةَ‏.‏ والبُعَّةُ

من أَولاد الإِبل‏:‏ الذي يُولَدُ بين الرُّبَعِ والهُبَعِ‏.‏

والبَعْبَعةُ‏:‏ حكاية بعض الأَصوات، وقيل‏:‏ هو تَتابُع الكلام في عَجَلةٍ‏.‏